تدبير الحياة المدرسية

 

تدبير الحياة المدرسية

الضوابط والمرتكزات

 

تتطلب الحياة المدرسية، باعتبار حياة جماعية مقتسمة بين مجموعة من المتدخلين، النظام والانضباط وفق قوانين جماعية تقوم على ثقافة الحقوق والواجبات والمسؤوليات، في إطار تعاقدي واضح يتجسد على مستوى المؤسسة التعليمية في نظامها الداخلي، ويتجسد أيضا في علاقات شفافة وواضحة ومتفق حولها بين المدرس والمتعلمين، وكذلك بين مختلف الفاعلين والشركاء المنخرطين في الحياة المدرسية عندما لا يشملها النظام الداخلي للمؤسسة نظرا لخصوصيتها .

1- النظام الداخلي للمؤسسة التعليمية[*]31

يعتبر هذا النظام أداة يومية: تنظيم العلاقات بين المتدخلين، وبينهم وبين فضاءات المؤسسة، ويقوم على مبادئ أهمها:.

* اعتماد ثقافة التشارك والإشراك في صياغته ونشره وتطبيق مقتضياته

* تكريس المواطنة ومبادئ الديمقراطية في ظل احترام الحق والقانون

* ترسيخ ثقافة الحقوق والواجبات وتحديد المسؤوليات

* شموليته لمختلف القضايا التنظيمية والتربوية التي تعرفها الحياة المدرسية

* انسجامه مع المبادئ العامة للتربية وحقوق الإنسان

* صياغة قانونية وواضحة وبسيطة لبنوده بحيث لا تدع مجالا للتأويل الخاطئ،أو للاعتراض

 * تدقيق بنوده لمراعاة خصوصيات المؤسسة التعليمية والتطرف للظواهر التي تعرفها هذه الأخيرة

* احترامه من طرف كل الفاعلين والشركاء  المنخرطين في الحياة المدرسية(المتعلمين المدرسين ، الإدارة التربوية ...)

ومن بين ما يمكن إدراجه في الأنظمة الداخلية للمؤسسات التعليمية

* تنظيم الدراسة من حيث سنوات التمدرس، والتكرار، والمواد الدراسية، والامتحانات..،

* ضبط التغيبات والمسطرة الجاري بها العمل

* أوقات فتح وإغلاق المؤسسة

* تنظيم العلاقات بين مكونات المجتمع المدرسي من متعلمات، وأطر تربوية وإدارية،وآباء وأولياء المتعلمين ...،

* تذكير بادوار ومهام ممثلي الأقسام،

* هندام المتعلمين، مع الحرص على عدم إثقال كاهل الأسر بمتطلبات تفوق طاقاتها.

* تنظيم فضاءات وأزمنة المؤسسة،

* الحقوق والواجبات والمسؤوليات والمحظورات والعقوبات

* إجراءات الوقاية والسلامة

كما يتعين على المؤسسات التعليمية التي توجد بها أقسام داخلية أن تضع إضافة الى النظام الداخلي الجاري به العمل إطارا تعاقديا خاصا بالمتعلمين بالقسم الداخلي. ويهدف هذا النظام الى تحقيق الوئام والانسجام بين المتعلمين الداخليين والموظفين العاملين بالقسم الداخلي في إطار جو عائلي يضمن لهم حياة عادية، ويساعدهم على العمل في أحسن الظروف الممكنة ماديا ومعنويا، كما يتعين أن يغطي هذا النظام الجوانب الأساسية التالية :

* الجانب التربوي والخلقي

* السلوك في قاعة المطالعة، وفي قاعة الأكل، وفي المراقد، وفي وقت الاستراحة وأوقات الفراغ.

* السلوك العام والهندام

*الإجراءات التأديبية ...

* الجانب الصحي

* التغذية ، والنظافة، والاستحمام، والمصحة والإسعافات الطبية...

* الجانب الإداري

* شروط وكيفية تسجيل المتعلمين الداخليين

* تحديد المراسل وآليات التواصل والتنسيق معه

* اللوازم المطلوبة (الوثائق الواجبات المادية ، الأمتعة الضمانة..)

* ضبط نظام الدخول والخروج العادي والاستثنائي الزيارات، استقبال الأهالي والخرجات...

 

ولضمان إقامة ملائمة وانخراط فعلي للمتعلمين يتعين

* مساعدتهم على انتخاب ممثلين عنهم، في بداية الموسم الدراسي يشاركون في إعداد وصياغة نظام القسم الداخلي ويربطون الاتصال بمربيي الداخلية وإدارة المؤسسة ويحضرون في اجتماعات مجلس التدبير عند الاقتضاء. وتعتبر مشاركتهم في تدبير شؤون القسم الداخلي وسيلة أساسية لضمان سير جيد لهذا القسم.

تشجيعهم على خلق أندية تربوية تساهم في تنشيط الحياة المدرسية،بالقسم الداخلي والترفيه والمشاركة في الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية والرحلات المنظمة من طرف المؤسسة.

وينبغي نشر النظام الداخلي للمؤسسة التعليمية بصفة مستمرة على سبورة الإعلانات ومكاتب الحراسة العامة، وتعميمه على مختلف المعنيين، مع شرح مقتضياته،في بداية كل موسم دراسي، وتحسيس الجميع بضرورة احترامه وذلك حفاظا على حرمة المؤسسة وترسيخ قيمتها النبيلة وتتولى مجالس المؤسسة الإشراف على هذا النظام كل حسب اختصاصاته المخولة له بموجب النصوص التنظيمية الجاري بها العمل .

2- الحقوق والواجبات في الحياة المدرسية

1.2 – حقوق المتعلم

* الحق في التعلم، واكتساب القيم والمعارف والمهارات التي تؤهله للاندماج في المجتمع وفي الحياة العملية كلما استوفى الشروط والكفايات المطلوبة.

* تمكينه من إبراز التميز، الذي لا يؤدي إلى إقصاء الآخرين وتحسيسهم بالتهميش والدونية كلما أهلته قدراته واجتهاداته .

* تمتيعه بالحقوق المصرح بها للطفل والمرأة والإنسان بوجه عام كما تنص على ذلك المعاهدات والاتفاقات والمواثيق الدولية المصادق عليها .

* تمتيعه بالمساواة وتكافؤ الفرص، ذكرا كان أو أنثى طبقا لما يكلفه القانون

* الاهتمام بمصالحه، ومعالجة قضاياه التربوية، والمساهمة في إيجاد حلول لها

* إشراكه بصفة فعالة في تدبير شؤون مؤسسته عبر ممثليه من المتعلمين

* تمكينه من المعلومات والوثائق المرتبطة بحياته  المدرسية والإدارية وفق التشريعات المدرسية

* جعل الإمكانات والوسائل المادية المتوفرة بالمؤسسة في خدمته في إطار القوانين التنظيمية المعمول بها.

* فسخ المجال لانخراطه الفعلي والفعال في أنشطة وجمعيات وأندية المؤسسة ومجالسها كي يشارك ويساهم في تفعيلها .

* حمايته من كل أشكال الامتهان والمعاملة السيئة والعنف المادي والمعنوي

* الاستفادة من جميع مرافق المؤسسة وفق الشروط المنظمة لها ...

2-2 واجبات المتعلم

* الاجتهاد والتحصيل الفردي والجماعي على أحسن وجه

* إنجاز التقويمات النهائية والمستمرة بانضباط

* المواظبة والانضباط لمواقيت الدراسة وقواعدها

* إحضار الكتب والأدوات واللوازم المدرسية التي تتطلبها الدروس وفقا للمطلوب والإمكانات المتاحة ودون تمييز بين المواد الدراسية

* المساهمة الفعالة في التنشيط الفردي والاجتماعي للمؤسسة، وإشعاعها الثقافي والتعليمي، والعمل على حسن نظافتها حفاظا على رونقها ومظهرها

* العناية بالتجهيزات والمعدات والمراجع والكتب والمحافظة على كل ممتلكات المؤسسة والمساهمة في صيانتها .

* العمل على ترسيخ التعاون البناء، وإبعاد كل ما يعكر صفو الدراسة  وسيرها الطبيعي

* الابتعاد عن كل مظاهر العنف أو الفوضى المخلة بالنظام العام للمؤسسة

* معالجة المشاكل والقضايا المطورحة بالاحتكام إلى مبدأ الحوار البناء والتسامح

* الامتثال للضوابط الإدارية والتربوية والقانونية المعمول بها، واحترام جميع العاملين المؤسسة والوافدين عليها .

* المساهمة بايجابية في كل ما يجعل المؤسسة فضاء له حرمته يحظى بالتقدير والاحترام

* احترام التعليمات المتعلقة بورقة الغياب وبطاقة التعريف المدرسية

* يقوم كل المشاركين في فضاء المدرسة بتحية العلم المغربي بالنشيد الوطني على الأقل في بداية  كل أسبوع وفي نهايته تجسيدا للانتماء المشترك، وترسيخا للحس الوطني
3-2 المسؤويات

تحرص إدارة المؤسسات التعليمية بمختلف الأسلاك على اختلاط الذكور والإناث داخل القسم الواحد،وفي مختلف المواد الدراسية، بشكل يساهم في تفعيل أدوار المؤسسة في دعم الحياة المدرسية خاصة، والمجتمعية عامة.

* تحرص إدارة المؤسسات التعليمية، بمختلف الأسلاك على التوزيع العادل للمتعلمين على الأقسام بماء على معايير بيداغوجية واضحة، ويشارك المجلس التربوي في دراسة طلبات الانتقال إلى المؤسسة وكذلك طلبات تغيير القسم المقدمة من طرف المتعلمين داخل الآجال المحددة، وتحقيقا لمبدأ الشفافية والمساواة فإنه يتعين بعد البث في الطلبات صياغة محاضر معللة بالمبررات التربوية والصحية والاجتماعية مع مراعاة عدم الإخلال بالسير العادي للمؤسسة

* كل قيم على فضاء من فضاءات المؤسسة ملزم بإشعار  الإدارة بكل إتلاف أو تخريب يطال تجهيزاته .

* تتكلف إدارة المؤسسة بمساعدة  الطاقم  التربوي باختيار ممثلين عن الأقسام الذين ينتخبون من بينهم مناديب بطريقة ديمقراطية تسمح لهم بتمثيل المتعلمين في مجالس المؤسسة

* يتعين على الأمهات والآباء والأولياء ومراسلي المتعلمين الداخلين مراقبة وتتبع مواظبة أبنائهم على الدروس وانضباطهم ويتحملون كامل المسؤوليات المترتبة عن غيابهم أو سوء سلوكهم.

* يتعين على الآباء او الأولياء إشعار المؤسسة بكل تغيير قد يطرأ على عناوينهم فور حدوثه

* يتحصل المتعلم المغادر للمؤسسة قبل نهاية آخر حصة مسجلة في استعماله الزمني تبعات كل حدث يقع له خارج أسوار المؤسسة، ولا يترتب عن ذلك أية مسؤولية لهذا الأخيرة

* المؤسسة غير مسؤولية عما قد يضيع للمتعلمين أو الموظفين من أشياء داخل المؤسسة أو بجوارها مهما كانت قيمتها .

* تستدعي إدارة المؤسسة الآباء أو الأمهات أو الأولياء لا استفسارهم عن تغيبات أبنائهم وتأخراتهم، ودراسة حالاتهم التأديبية عند الاقتضاء

* يتحمل الآباء أو الأمهات أو الأولياء مسؤولية تعويض كل إتلاف أو تخريب لممتلكات المؤسسة أو لتجهيزاتها يتسبب فيه أبناؤهم بصفة فردية، في حالة تحديد المسؤولية

* تعتبر إدارة المؤسسة مسؤولة عن المتعلمين داخل المؤسسة  خلال فترات الاستراحة، وخلال وجودهم بقاعة  المداومة، كما أن مسؤوليتهم تقع على عاتق المدرس أثناء الحصص الدراسية وعلى كاهل المنشط أو المؤطر خلال الأنشطة المندمجة داخل وخارج المؤسسة، أو على عاتق المدرس أو الموظف المكلف بالحراسة خلال فترات معنية .

* يجب أن تقضى أوقات الاستراحة المسجلة في جداول استعمال الزمن الخاصة بالمتعلمين داخل فضاء المؤسسة، وعليهم احترام فتراتها طبقا للإيقاعات المدرسية .

يفتح باب المؤسسة فقط في وجه المتعلمين الدارسين وفق جداول استعمالهم الزمني، أو أولائك المساهمين في نشاط تربوي معين وفق البرنامج المسطر لذلك.

* يصطحب المدرس متعلميه إلى قاعة الدرس انطلاقا من مكان اصطفافهم في هدوء ونظام،ويخرجهم من القاعة إلى حيث يؤطرون من طرف الحراسة التربوية، على أن يكون المدرس أول من يلج قاعة الدرس وآخر من يغادرها وفق ما يقتضيه جدول حصصه

* تضمن المؤسسة للمتعلمين سيرا مناسبا للدراسة في حالة عدم وجود المدرس، ويتم هذا بشكل تضامني بين الجميع في إطار تعاوني هدفه السعي إلى النجاح العام للمؤسسة ككل، وليس لبعض أجزائها فقط، ويمكن لهذا الغرض إيجاد حلول ترتكز على طوع بعض المدرسين أو حتى بعض المتعلمين أو الفاعلين التربويين، كما يمكن اعتماد الاشتغال والتعلم الذاتيين في إطار نظام محدد، لتجاوز الإكراهات الاستثنائية المرتبطة بعدم وجود الأطر التربوية.

* عند وقوع حادثة مدرسية أو رياضية لمتعلم ما فإنه ينقل إلى قسم المستعجلات بالمستشفيات العمومية، أو إلى أقرب مستوصف عمومي، ويخبر ولي أمره بالحادثة، وتتولى إدارة  المؤسسة القيام بالإجراءات الإدارية اللازمة في الموضوع .

* يتحمل المتعلم أو وليه،تعويض الكتاب المعار له في حالة ضياعه أو أي تمزيق أو بتر فيه،

* لا تسلم أية وثيقة للمتعلم ولا يعاد تسجيل إلا بعد تسوية وضيعته مع المكتبة ومصلحة الاقتصاد.

* يستوجب تتبع سلوك ومواظبة المتعلم الداخلي، التنسيق بين القسمين الداخلي والخارجي وإخبار كل طرف الطرف الآخر بأي مستجد يتعلق به.

* لا يقبل المتعلم المصاب بالاضطرابات العصيبة والأمراض المعدنية إلا بعد الإدلاء بشهادة طبية تسمح له بمتابعة الدراسة .

*  لاتتلقى المؤسسات مراسلات المتعلمين الخاصة، باستثناء الداخلين، أو المؤسسات الموجودة في بعض المناطق المعزولة .

* يطلع الآباء والأولياء والمتعلمون على النظام الداخلي للمؤسسة في مطلع كل سنة دراسية مع التوقيع عليه والالتزام به...

4.2- المحظورات

* يمنع التدخين وتناول المخدرات والخمور داخل مرافق المؤسسة وحول محيطها، أو ترويجها، وكذا ترويج المواد التي  تشكل خطرا على الصحة العمومية(المواد السامة، والمفرقعات أو ما شابههما)

* يمنع التشويش الناتج عن استعمال الهاتف المحمول من قبل المتعلمين داخل حرم المؤسسة ومرافقها .

* لا يسمح لأي مدرس بحرمان أحد تلامذته من الدرس، إلا عند إحالته على إدارة المؤسسة بسبب قيامه بسلوك يؤدي إلى عرقلة السير  الطبيعي للحصة وينجز تقريرا في الموضوع يسلم للإدارة التي تتخذ الإجراءات القانونية اعتمادا على الأجهزة المعدة لهذا الغرض

* يمنع حمل الأدوات الحادة.

* يمنع إدخال السيارات والدراجات بأنواعها إلى المؤسسة

* يمنع إدخال الحيوانات إلى المؤسسة ويمنع استغلال فضاءاتها لإقامة حظائر لتربية الدواجن والمواشي ما لم يكن ذلك مندمجا ضمن برامج ومشاريع تربوية .

* يمنع استغلال فضاءات المؤسسة للسمن او إقامة سكنيات عشوائية

* يمنع استغلال فضاءات المؤسسة للسكن او إقامة سكنيات عشوائية

* يمنع إضافة مرافق داخل المؤسسة دون إذن مكتوب من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين وتتحمل الإدارة وأجهزة المراقبة مسؤولية الإبلاغ عن أي تجاوز .

* يمنع استغلال تجهيزات وممتلكات ومرافق المؤسسة للأغراض الشخصية وعلى الإدارة المحلية والإقليمية والجهوية اتخاذ إجراءات تأديبية فورية في حق المخالفين

3- ميثاق الفصل المدرسي

هو  تعاقد بين المتعلمين فيما بينهم من جهة، بينهم وبين المدرس من جهة أخرى،ويحدد العلاقة التي تربط بينهم دخل الفصل المدرسي بغية تحسين جودة التعلم وخلق مناخ سلين بين المتعاقدين والعمل على الارتقاء بفضل القسم وحسن استعمال التجهيزات والوسائل والمحافظة عليها ويتطرق إلى :

* الحقوق داخل الفصل(الاحترام ، المساواة، المشاركة في أنشطة القسم..)

* الواجبات داخل الفصل (الإنضباظ ، أداء الواجب، عدم العنف بكل أشكاله...)

* توضيح وضبط مختلف العلميات التربوية الخاصة بالمادة الدراسية(التصريح بالكفايات المراد تنميتها، وتوضيع طرق التدريس المعتمدة واعتماد الشفافية في مختلف الإجراءات المصاحبة للتقويم من تحديد نوع الأسئلة والتصحيح والإطلاع على النتائج واستثمارها وكيفية احتساب المعدلات...)

ونظرا لما سكتيه ميثاق الفصل من أهمية بالغة، فإنه ينبغي إخبار الإدارة التربوية بفحواه،والتي بدورها يمكن أن تشجه على وضع مواثيق بين مختلف المتدخلين في الحياة المدرسية (المدرسين العاملين بالإدارة التربوية جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ...)

4- إجراءات تنظيمية

1.4- تدبير غياب المتعلمين

يعتبر الغياب ظاهرة ذات انعكاسات خطيرة سواء على مستوى التحصيل ومتابعة الدراسة أو على سلوك المتعلمين داخل وخارج المؤسسة.فهي وإن كانت تبدأ بتغيبات قصيرة المدة ومتكررة يستخف بها الإداريون والآباء والمدرسون والمتعلمون،فإنها تتطور بشكل تصاعدي، يؤدي بسبب عدم مواكبة المتغيب للدروس إلى الانقطاع عن الدراسة لتشكل بذلك أحد أهم أسباب الهذر المدرسي كما تمثل الخطوة الأولى نحو الانحراف.

وتشكل هذه الظاهرة المشينة مصدر قلق فعلي للمدرس والإدارة التربوية على حد سواء تستدعي التصدي لها بكل الوسائل التربوية والبيداغوجية،قبل اللجوء إلى الوسائل القانونية والزجرية، لذا وجب على المتدخلين في الشأن التربوي دراسة الغياب كحالة نفسية اجتماعية أو تربوية، وتحديد مسبباتها التي قد تختلف من شخص إلى آخر وقد تكون موضوعية أو ذاتية

1.14- تطور ظاهرة الغياب

 

مرحلة الاستئناس

                      تتميز بمحداويتها وتكون بدافع التجريب والمحاولة

 

 

 
 

مرحلة التثيبت

 

 

 

تتولد عن            تتولد عن خلفية انعدام المراقبة والتدخل خلال المرحل الأول يومين في شهر

 

مرحلة الابتعاد

عن المدرسة

 

 

 

مرحلة الانقطاع

عن المدرسة

تتكاثر التغيبات بشكل تصاعدي مع مرور الوقت (ثلاثة أيام في الشهر)مولدة  نوعا من الاستياء لدى المتغيب مما يصعب الالتحاق بزملائه وبالتالي يثبط عزيمته.

 

 

غياب طويل الأمد بفوق خمسة أيام في الشهر،يجعل المتعلم يعزف عن ولوج المدرسة وقاعات الدرس، ويفضل البقاء في الشارع أو قرب المؤسسة.حيث يمكن أن يتعاطى التدخين والمخدرات، ويلج عالما من الصعب الخروج منه، ويصبح عرضة للانحراف بمختلف أنواعه

 

2.1.4- معالجة ظاهرة الغياب

إذا كانت معالجة ظاهرة الغياب تعتمد بالأساس على المقاربة الإدارية التقليدية، فإنها اليوم تقتضي مقاربة من نوع آخر، فالظاهرة اليوم تكتسي طابع الخطورة نظرا لكثرتها، أو على الأقل تكاثرها في أوساط المتعلمين، وما يترتب عنها من نسب مرتفعة للهدر المدرسي.

ومن هذا المنطلق كان لزاما على المهتمين بالحقل التربوي التفكير في إيجاد مقاربة أخرى متنوعة ومتكاملة .

 

ولعل المقاربة التربوية قد تعطي نتائج إيجابية حتما،لكونها تتجاوز المعالجة الإدارية البسيطة وتحيط بالظاهرة من جميع جوانبها وتدرسها كإشكالية مدرسية، وتحاول تشخيصها من حيث مدتها وتكرارها وتحديد مختلف مسبباتها.فهي تعتمد بالأساس على إشراك جميع الفاعلين  التربويين من آباء وأولياء المتعلمين، والمدرسين، والإدارة التربوية...، وذلك عن طريق التحاور بغرض الإقناع والاستماع إلى مختلف مشاكل المتعلمين التي تؤدي إلى تبني سلوكات تكتسي طابع الخطورة أحيانا. ويكون في الأفيد كذلك إشراك المتعلمين أنفسهم في التقليل من حجم هذه الظاهرة على اعتبار أنهم قد يكونون أدرى بحالات زملائهم ووضعياتهم ومشاكلهم أكثر من غيرهم .

غير أن تبني هذه المقاربة التربوية لا يعني التخلي عن تطبيق المساطر الإدارية، إذ الحزم في التعامل مع المتعلمين مطلوب  للغاية منذ بداية السنة، لكنه لا يمنع من التجارب معهم والتواصل مع أولياء أمورهم،خاصة إذ كان عدد هذه الحالات من غياب المتعلمين مرتفعة ومتكررة، وذلك أن من شان الحوار من المتعلمين المتغيبين، ومحاولة معرفة الأسباب الكامنة وراء تغيبهم، أن يحاصر الظاهرة، وذلك من خلال انخراطهم في محاربتها بدل الانغماس فيها

ولعل من أهم الحلول، الممكن اعتمادها في تقليص حجم الظاهرة، تفعيل الأنشطة الثقافية والتربوية والاجتماعية... بالمؤسسات التعليمية، لما لها من دور فعال في تحبيب فضاء القسم والمؤسسة عوض النفور منها.

 

3.1.4 – مسطرة معالجة الغياب

هناك  ثلاث مراحل كبرى لمعالجة الغياب

* المرحلة الأولى: ضبط التغيبات

*- ينبغي على المدرس تسجيل المتعلمين المتغيبين في بداية الحصة على ورقة الغياب وكل تقصير من طرفه يتحمل تبعاته لوحده

تحرص الإدارة التربوية على تسجيل جميع التغيبات والتبريرات في حينها على بطائق الغياب ويحبذ اعتماد معلوماتي مساعد كلما أمكن ذلك .

* المرحلة الثانية : معالجة الغياب

 تتم معالجة وفق المسطرة الآتية المعتمدة على المقاربة التربوية والإدارية

& الغياب المبرر

يعتبر الغياب مبررا تم الإخبار به، أو تم الإدلاء بالوثاق المتعلقة به، في غضون الأيام الثلاثة الأولى من حصوله ، ويمكن لإدارة المؤسسة في حالات استثنائية أن تأخذ يعين الاعتبار الشهادات الطبية أو المبررات القانونية المسلمة خارج الأجل المحدد.

وإذا كان الغياب لأسباب صحية ، فإنه يتعين الإدلاء بشهادة مصادق عليها، كلما تيسر ذلك، من لدن مصالح الصحة المدرسية، أو مسلمة من لدتها، ويسلم للمتعلم المعني أو وليه وصل من المكلف الإداري المنتدب من طرف رئيس المؤسسة لهذه المهمة، ولا يسمح للمتعلم في حالات المرض الذي يشكل خطورة على الآخرين باستئناف دراسته إلا بعد الإدلاء بشهادة طبية تسمح له بمتابعة الدراسة

إن غياب المتعلم بمبررات قانونية في بعض الامتحانات لا يعفيه من إجرائها لا حقا بتنسيق بين الإدارة والمدرس

* الغياب غير المبرر

 يعالج الغياب غير المبرر من حلال اعتماد المسطرة الآتية

 

 

الإجرءات الإدارية

الإجراءات التربوية

مدة الغياب

يسمح للمتعلم باستئناف دراسته بعد تبرير غيابه، ويتم تنبيهه ويخبر ولي أمره

توعية المتعلم بخطورة الغياب من طرف الإدارة التربوية

يوم متقطع أو مسترسل

يستدعي ولي أمر المتعلم المتغيب وفي حالة العود يستدعي ولي الأمر مجددا ويلتزم كتابة بتتبع مواطبة المتعلم على الدراسة .

يكلف أحد  أطر المؤسسة باستقطاب أسباب الغياب وكذا اقتراح حلول لمساعدة المتعلم المتغيب وتتبعه

يومان متقطعان أو مسترسلان

تراسل إدارة المؤسسة ولي أمر المتعلم برسالة عادية إلى عنوانه المسرح به لديها بعد انصرام الأسبوع، فإذا التحق المتعلم قبل اليوم العاشر من غيابه يوجه إليه رفقة ولي أمره إنذار وتخصم منه خمس نقط تقديرية من نقط المواظبة والسلوك في حالة اعتماد هذه النقطة .

تعقد لجنة تتبع الغياب  لقاء مع المتعلمين المتغيبين بحضور أولياء أمورهم من أجل التعرف في مسببات التغيب واتخاذ الإجراءات  التربوية المساعدة على تخطي الإشكال

 

تشكل لجنة الغياب على مستوى المؤسسة التعليمية وتضم أطرا إدارية وتربوية تحت إشراف مدير المؤسسة مع إمكانية إشراك فاعلين آخرين

كممثلي جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ أو غيرهم ممن ترى الإدارة فائدة في مساهمته وتعمل هذه اللجنة على تتبع ظاهرة الغياب والبحث في مسبباتها قصد اقتراح حلول عملية لها